تأثير التكنولوجيا على حياة المراهق

التغيرات التي طرأت على أساليب تعاملنا مع حياتنا اليومية بفضل التكنولوجيا الحديثة وما أتت به من

وسائل للراحة لا ينكرها إلا جاحد. أصبح التواصل بين أفراد المجتمع العالمي في مختلف بقاع الأرض لا

يختلف عن التواصل بين المتواجدين في غرفة واحدة بفضل وسائل الاتصال التي وفرتها التكنولوجيا، ولا

جدال في أن وسائل الاتصال تلك أسهمت في تعزيز التواصل الاجتماعي. ومع ذلك يرى بعض أخصائيي

علم النفس أن الاعتماد الدائم على تلك الوسائل سيخلق جيلا من المراهقين فاقدا القدرة على التواصل بعد

أن أصبحت الدردشة عبر شبكات التواصل تشكل القدر الأكبر من اهتمامهم على حساب التفاعل مع بقية

أفراد المجتمع.

 

القدرات التي تمنحها شبكة الإنترنت لمراهقي اليوم تمنحهم فرصا هائلة للتعامل مع الحياة بقدر أعلى من

الحنكة والتمرس، فهي تتيح تبادل الخبرات وتعلم مهارات جديدة، علاوة على سرعة استقبال المعلومة.

اكتسب إنجاز المهام الدراسية وإيجاد مزيد من مصادر المعلومات سهولة تفوق ما كان عليه الحال في

الماضي، فمن الممكن تحميل الكتب والمقالات بسرعة فائقة من خلال الإنترنت عبر المتاجر الإلكترونية.

 

يزداد مراهقو اليوم انغماسا في ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة من وسائل للتسلية وتضييع الوقت، فما

تتيحه تطبيقات الجوالات من ألعاب وبرامج موسيقية كفيل بإثناء المراهق عن ممارسة أي من النشاطات

الهامة لبناء الجسم وتعزيز قدراته التواصلية مع المحيطين. لم يعد مستهجنا أن تخالط شابا يتراقص أثناء

السير على أنغام الموسيقى التي يصدرها الآي بود أو شابا يجلس واللاب توب على قدميه لساعات دون

أن يستدير حتى لمجرد رد التحية أو شابا يستخدم الجوال لإرسال النكات أو تبادل الملفات مع أحد الزملاء

خلال محاضرة، وكأن وسائل الراحة والإمتاع التي وفرتها التكنولوجيا أصبحت سلاحا ذا حدين، إن لم يُحسن المراهق استغلاله فسوف يتعرض لعواقب لم يضعها في حسبانه!

من أبرز المآخذ التي يشير إليها البعض فيما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة إبعاد المراهق عن الواقع ونقله

إلى عالم وهمي قد يصبح من الصعب عليه التعامل مع متطلبات واقعه بعد التكيف مع ذلك العالم. يفقد

المراهق تدريجيا قدرته على التعامل مع الآخرين خاصة مع التعرض لثقافات غريبة وبعيدة عن واقعه

ومحيطه، فمثلا مع مشاهدة الأفلام التي تروج لهجوم الكائنات الفضائية على كوكب الأرض بما تعتمد عليه

من مؤثرات سمعية وبصرية يفقد المراهق قدرته على الموازنة بين الواقع والخيال الذي تنقله إليه

الشاشة.

شاشة التلفاز بين الإمتاع والإضرار

شاشة التلفاز وسيلة للإمتاع والتسلية فهي تنقل المراهق إلى عوالم جديدة يستقي منها الخبرات الجديدة

ويتعرف من خلالها على ثقافات مختلفة، علاوة على تزويده بأفكار جديدة تعينه خلال تعامله مع مجتمعه.

ورغم ذلك، أصبح التلفاز يشكل خطرا لا يمكن الإغفال عنه يكمن في تزكية السلوك العنيف في نفوس

المراهقين وتعريفهم بأمور لا تتناسب مع أعمارهم، ومن أبرزها ممارسة الجنس وتناول الكحوليات

وإدمان المخدرات!

اكتساب الوزن الزائد أصبح أيضا من التأثيرات السلبية للجلوس لساعات أمام شاشة التلفاز. يُصاب

المراهق بحالة من الخمول عند التصاقه أمام الشاشة لساعات طويلة، خاصةً مع تناوله المسليات

والحلوى، ناهيك عن الإعلانات المستفزة للأطعمة والمشروبات الغازية والوجبات السريعة التي لا تكف

الفضائيات عن الإعلان عنها رغم ما تعود به من ضرر على من اعتادوا تناولها.

تنال مشاهدة التلفاز لساعات من الوقت المفترض منحه للقراءة والإطلاع. من الملاحظ أيضا أن هواة

متابعة البرامج التلفزيونية أضعف في مستواهم الدراسي عن غيرهم من زملاء الصف.

الاستخدام المفرط لأي وسيلة من الوسائل المتعددة التي تتيحها التكنولوجيا يضر المراهق ويقلل من فرص

تمتعه بوقته وحصوله على تجربة حياتية يستفيد منها في مستقبله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *